الملك محمد السادس أناء وصوله لملعب مراكش الكبير
من يجرؤ على خيانة الملك؟ ولماذا خيانته؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن قبل قراءة كتاب مثير صدر في ألمانيا، يحيل على الرهبة عندما يتحدث عن خيانة الملك محمد السادس!
صاحب الكتاب ليس إلا "غاي كويت" وهو خريج مدرسة الحرب الاقتصادية بباريس، اختار أن يصدر كتابه تزامنا مع افتتاح كأس إفريقيا التي نظمت في غينيا الاستوائية بعد سحبها من المغرب، في هذا الكتاب يتحدث كويت عن تداخل السياسة والدبلوماسية بالرياضة والمال والأعمال، وكيف تعرض الملك محمد السادس للخيانة في قضية طلب تأجيل تنظيم "الكان"، بدعوى الخوف من انتشار وباء إيبولا.
قد خانوا الملك" والعبارة المدوية هاته نتيجة مثيرة لآخر كتاب عن كأس إفريقيا المنتزع من المغرب إلى غينيا الاستوائية، والمثير فيه ليس فقط الخلاصة هاته، وإنما التحليل الذي أدى إليها، خاصة وأن كل التفاصيل من بداية القصة إلى نهايتها تدور حول الملك محمد السادس.
والانطلاقة ليست بالضرورة رياضية، حتى وإن كان الحدث رياضيا بامتياز، وإنما سياسية بغطاءات اقتصادية ودبلوماسية، حيث يخلص "كويت" إلى أن قرار المغرب بتأجيل تنظيم كأس أفريقيا من يناير إلى يونيو ثم بعده إلى السنة المقبلة لم يكن حكيما فقط، بل كان خيانة للملك.
واختار صاحب الكتاب أن يرفق عبارة مع عنوانه على غلاف الكتاب، وهي "15 سنة من الدبلوماسية الاقتصادية سقطت في كأس إفريقيا".
أول لقاء للملك بكأس إفريقيا
عاد صاحب الكتاب إلى الوراء متحدثا عن أول لقاء للملك محمد الساس بكأس إفريقيا، وقال إن "في نهاية السبعينات من القرن الماضي، بدأ الملك الحسن الثاني يكلف ولي عهده ببعض المهام والقضايا على الرغم من حداثة سنه، وذلك في إطار إعداده لممارسة مهنة الملك"، ويتابع كويت :"بدأت في هذه الفترة علاقاته بالقارة الإفريقية، وخاصة في الفترة الممتدة بين 23 و30 يوليوز 1980، إذ قام بجولة لعدد من الدول الإفريقية وجالس عددا من الرؤساء، ومن ضمنهم "أمادو أهيبجو" و"أحمد سيكو توري" و"فيليكس هوفوايت بوانيي" و"ليبولد سيدار سانغور" و"شوهو شاغاري"، قبل أن تتجدد علاقته بشعوب إفريقيا في مناسبة قارية، حيث نظم المغرب كأس إفريقيا سنة 1988، حيث تابع العالم ومن ضمنه الجماهير الإفريقية ملك المغرب المقبل، وهو يسلم الكاس لعميد المنتخب الكاميروني، البلد التي فازت بالدورة واحتل خلالها المغرب الرتبة الرابعة، بعد أن خسر المقابلة التي جمعته بالجارة الجزائر بضربات الترجيح.
يقول صاحب الكتاب، إن الحسن الثاني عرف بذكائه كيف يقدم للقارة الإفريقية ولي عهده، وملك المغرب القادم، ولذلك يقول "كويت" إن كاس إفريقيا للأمم ليست مسابقة رياضية فقط، بل ساحة للأعمال الدبلوماسية والسياسية وقبلهما فضاء للمال والأعمال.
خيانة بسبب إيبولا
الرجال لا يخونون مشاريعهم بسهولة، إلا حينما يفشلون، يقول "كويت" على لسان جون بول فرديريك، ثم يضيف بلغة الإشارات الدقيقة نفسها، "إن الأشخاص المكلفين بملف "كان 2015" في المغرب اكتشفوا أعماق الخيانة، ووضعوا الرأي العام أمام واحدة من أغرب العمليات المدبرة من طرف بلد إفريقي تجاه القارة".
فإيبولا ليست في نهاية الأمر سوى العذر الكاذب لوزير غير كفء، والتلويح بالتهديد بوجود خطر داهم ليس إلا تقنية متقادمة لإيهام الناس والتلاعب بهم، فليس هناك شعب يمكن أن يصمد أمام مسؤوليه، خاصة حينما يعملون على حمايته من خطر صحي، ولهذا السبب، جل المغاربة، يسترسل "كويت"، يثقون في أن داء إيبولا هو السبب في طلب تأجيل المغرب لتنظيم كاس إفريقيا، لكن مع مرور الوقت بدأ بعضهم يتساءلون ما إذا كان إيبولا السبب الحقيقي لطلب تأجيل المونديال الإفريقي.
سبب الخيانة
لو لم يكن التقدم الكبير الذي حقه الملك محمد السادس في إفريقيا ما كان معنى لهذه الخيانة، والخلاصة هاته هي التي جعلت ودفعت "كويت" إلى التحقيق في أسباب طلب المغرب تأجيل المونديال الإفريقي، ولذلك استعرض المنجزات الملحوظة في هذا الشأن منذ اعتلاء محمد السادس العرش سنة 1999.
ولاحظ "كويت" أنه في عهد محمد السادس تم عقد أكثر من 500 اتفاق تجاري مع دول إفريقية جنوب الصحراء، وفي ظرف الخمس عشرة سنة من حكم محمد السادس، قام الملك بحوالي ثلاثين زيارة رسمية إلى إفريقيا، بمعدل زيارة رسمية لدولة إفريقية في كل ستة أشهر.
وتمكنت المملكة من تحقيق تقدم بارز في عدد من المجالات الاقتصادية المميزة، وخاصة الاتصالات والأبناك والطاقة المتجددة والفلاحة والشأن الديني.
الأمر سيان والخلاصة واحدة لدى "كويت"، وبالنسبة لـ"اباباكار مبينكي" البروفسور المعتمد في مؤسسة الاستشارة "كنوودز"، والذي قال في تقديم الكتاب :"هناك مجهود مستمر طيلة 15 سنة، لبناء استراتيجية ديبلوماسية اقتصادية ناجعة، تخرب في يوم واحد، بسبب تنصل تافه من تنظيم عاديلكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم".